القيادة التحويلية Transformational leadership :
تدور نظرية القيادة التحويلية على فكرة أن القيادة ليست مجموعة محددة من السلوك، ولكنها عملية يشارك فيها القائد والأفراد في رفع معنويات بعضهم البعض. والقائد، في نظر بيرنز، هو من يؤمن بالمثل العليا، وقيم العدل والمساواة. وبهذا المفهوم يمكن أن يوجد القائد في أي مستوى من مستويات المؤسسة.
ظهر مصطلح القيادة التحويلية على يد Burns في كتابة القيادة، وذلك للتمييز بين اولئك القادة الذين يبنون علاقة ذات هدف وتحفيزية مع مرؤوسيهم من أولئك القادة الذين يعتمدون بشكل موسع على عملية تبادل المنافع للحصول على نتائج. وعرف القيادة التحويلية على انها " عملية يسعى من خلالها القائد والتابعين الى النهوض بكل منهما الاخر للوصول الى اعلى مستويات الدافعية والاخلاق".
وتسعى القيادة التحويلية الى النهوض بشعور التابعين وذلك من خلال الاحتكام الى افكار وقيم أخلاقية مثل الحرية والعدالة والمساوة والسلام والانسانية. فسلوك القيادة التحويلية يبدأ من القيم والمعتقدات الشخصية للقائد وليس على تبادل مصالح مع المرؤوسين. . والقائد التحويلي هو القائد الذي يحول الرؤية الى واقع ويحفز التابعين لتحويل اهتماماتهم الشخصية لمصلحة الجماعة واعتمادا على ذلك فان القادة يحولون التابعين من خلال جعلهم اكثر معرفة بأهمية وقيم مخرجات الوظيفة وتلبية احتياجات وطلبات التابعين واقناعهم بالتضحية بمصالحهم الفردية لأجل المنظمة وكنتيجة لذلك يشعر التابعين بالثقة والاحترام تجاه القائد ويندفعون لإنجاز اعمال اكثر من المتوقع اصلا . فالقائد التحويلي يتحرك في عملة من خلال نظم قيمية راسخة كالعدالة والاستقامة، وتسمى تلك القيم ، القيم الداخلية. والقيم الداخلية قيم لا يمكن التفاوض حولها أو تبادلها بين الافراد. ومن خلال التعبير عن تلك المعايير الشخصية يوحد القائد التحويلي أتباعه ويستطيع ان يغير معتقداتهم وأهدافهم.
وفى مراجعة لأدبيات القيادة التحويلية التي تتضمن أيضاً القيادة الجاذبية والقيادة ذات الرؤية أوضح أن " أغلبية النماذج تتشارك في وجه عام من حيث ايضاح الرؤية، الإسراع في قبول أهداف الجماعة، وتقديم الدعم الفردي، وأن القائد الفعال يسعى لتغيير القيم الاساسية واتجاهات التابعين وبالتالي يكون لديهم الاستعداد لأداء مستويات عالية تفوق المستويات التي حددتها المنظمة . و القادة الناجحين هم أولئك القادة الذين لديهم القدرة على إيصال رؤيتهم .
بعض ابعاد ومكونات القيادة التحويلية:
1- الجاذبية ( التأثير المثالي) حيث تصف سلوك القائد الذى يحظى بأعجاب واحترام وتقدير التابعين. ويتطلب ذلك المشاركة في المخاطر من قبل القائد، وتقديم احتياجات التابعين فبل الاحتياجات الشخصي للقائد، والقيام بتصرفات ذات طابع أخلاقي.
2- الحفز الالهامي: يركز هذا البعد على تصرفات وسلوكيات القائد التي تثير في التابعين حب التحدي. وتلك السلوكيات تعمل على ايضاح التوقعات للتابعين، تصف أسلوب الالتزام للأهداف التنظيمية، واستثارة روح الفريق من خلال الحماسة والمثالية.
3- الاستثارة الفكرية. وفيها يعمل القائد التحويلي على البحث عن الأفكار الجديدة وتشجيع حل المشاكل بطريقة ابداعية من قبل التابعين، ودعم النماذج الجديدة والخلاقة لأداء العمل.
4- الاعتبار او الاهتمام الفردي. وتظهر هذه الصفة من خلال أسلوب القائد الذى يستمع بلطف، ويولى اهتمام خاص لاحتياجات التابعين وكذلك إنجازاتهم من خلال تبنى استراتيجيات التقدير والاطراء.
وهناك عدد من الوسائل التي يمكن من خلالها القائد التأثير على الثقافة ، وتشمل هذه الأساليب سلوك القيادة التحويلية مثل توجيه الاهتمام للأحداث الحرجة ، الاستجابة للازمات ، دور المثال الذي يقتدي به ، رواية القصص والخرافات والأساطير ، وكذلك توزيع المكافآت .