آلية بناء وتفعيل مجتمعات التعلم المهنية في مدارس تطوير
مقدمة:
يرتكز تنفيذ البرنامج الوطني لتطوير المدارس على تفعيل مفهوم مجتمعات التعلم المهنية، إذ أظهرت الدراسات التربوية الحديثة أهمية مجتمعات التعلم المهنية في إيجاد بيئة العمل الداعمة وأثرها على الرضا الوظيفي للمعلمين والقيادات المدرسية، وتشجيعهم بتجريب ممارسات جديدة.
كما بينت الدراسات الأثر الإيجابي لمجتمعات التعلم على تحسين نوعية فرص التعلم المقدمة للطلاب، وأنها من أفضل الوسائل وأهمها في تحسين كفاءة الأداء المدرسي وزيادة فاعليته.
فعندما تقوم مجموعة من المعلمين - وليس الأفراد - بتنفيذ أنشطة التعليم والتعلم والتخطيط والتقييم، فإن النمو المهني لأفراد المجموعة الناجم عن التفكير الجمعي وتشارك الخبرات العملية يكون موجهًا نحو الغايات المشتركة في تحسين تعلم الطلاب، وتطوير الشعور بالمسؤولية الجماعية عن تحقيق ذلك.
مفهوم المجتمعات التعلمية المهنية:
مبادئ مجتمعات التعلم المهنية
تقوم مجتمعات التعلم المهنية على عدد من المبادئ الأساسية التي تشكل ركائز مجتمع التعلم وتميزه عن أي تجمع آخر ، وأهمها:
1) تشارك الرؤية والقيم والأهداف:
أول هذه المبادئ توفر الفهم المشترك لرؤية المدرسة والأهداف التي يسعى منسوبوها لتحقيقها، والقيم والقناعات والاتجاهات التي يحملونها ويؤمنون بها.
2) التركيز على تعلم الطلاب، ويعني ذلك :
• تحديد المعارف والمهارات والاتجاهات الأساسية التي يجب على جميع الطلاب اكتسابها (التعلم المضمون).
• متابعة تعلم كل طالب بصورة مستمرة (تقويمات تكوينية مشتركة).
• تقديم تدخلات منظمة، وفي الوقت المناسب؛ لتصحيح تعلم الطلاب المتعثرين.
• إثراء وتوسيع تعلم الطلاب الذين أتقنوا المعارف والمهارات والاتجاهات الأساسية.
وللتركيز على التعلم، نطرح الأسئلة المحركة التالية:
• ماذا نريد أن يتعلم جميع الطلاب ؟
• كيف لنا أن نعرف إذا تعلم الطلاب ذلك ؟
• ماذا نفعل عندما لا يتعلم الطلاب ؟
• ماذا نفعل عندما يتعلمون ؟
3) التركيز على النتائج، ويعني ذلك:
• إيجاد أدلة (تقويم تكويني) على تحقق النتائج المستهدفة.
• استخدام الأدلة لتحسين التعلم (بناء التدخلات).
4) تبني ثقافة التعاون:
عندما يدرك الأفراد من خلال العمل المشترك أن محصلة ما تعرفه المجموعة أكبر من معرفة أي فرد في هذه المجموعة، يصبح السعي للانتماء إلى المجموعة حاجة شخصية للفرد ومطلباً مهنيًا، وليس واجبًا يتثاقل في أدائه. ويصبح التعاون عملية منهجية للاستجابة لكافة التحديات التي تواجه عمل المدرسة بدءًا من تحليل نتائج تعلم الطلاب، إلى البحث عن وسائل لتحسين الممارسات الصفية، إلى التخطيط لمشاريع التعلم المشترك، إلى معالجة الظواهر السلوكية، إلى تطوير العلاقة مع المجتمع المحلي.